0
قصة الرجل التقي والتفاحة



بسم الله الرحمن الرحيم

يحكى انه في القرن الاول الهجري كان هناك شابا تقيا يطلب العلم ومتفرغ له ولكنه كان فقيرا وفي يوم من الايام خرج من بيته من شدة الجوع ولانه لم يجد ما يأكله فانتهى به الطريق الى أحد البساتين والتي كانت مملؤة بأشجار التفاح وبينما كان يسير الرجل بجانب البستان وجد تفاحة ملقاة على الأرض فتناول التفاحة ... وأكلها  ثم حدثته نفسه بأنه أتى علي شيئ ليس من حقه ... وهذا هو حال المؤمن دائما ... جلس يفكر ويقول كيف أكلت هذه التفاحة وهي مال لمسلم ولم أستأذن منه ولم أستسمحه. فذهب يبحث عن صاحب البستان حتى وجده فقال له الشاب يا عم بالأمس بلغ بي الجوع مبلغا عظيما وأكلت تفاحة من بستانك من دون علمك وهاأنا اليوم أستأذنك فيها ...

فقال له صاحب البستان . والله لا اسامحك بل انا خصيمك يوم القيامة عند الله ... بدأ الشاب المؤمن يبكي ويتوسل اليه أن يسامحه وقال له أنا مستعد أن أعمل أي شي بشرط أن تسامحني وتحللني وبدأ يتوسل الى صاحب البستان وصاحب البستان لا يزداد إلا إصرارا وذهب وتركه والشاب يلحقه ويتوسل اليه حتى دخل بيته وبقي الشاب عند البيت ينتظر خروجه إلى صلاة العصر. فلما خرج صاحب البستان وجد الشاب لا زال واقفا ودموعه تحدرت على لحيته فزادت وجهه نورا غير نور الطاعة والعلم فقال الشاب لصاحب البستان يا عم انني مستعد للعمل فلاحا في هذا البستان من دون أجر باقي عمري أو أي أمر تريد ولكن بشرط أن

تسامحني عندها ...

أطرق صاحب البستان يفكر ثم قال يا بني إنني مستعد أن أسامحك الأن ... لكن بشرط فرح الشاب وتهلل وجهه بالفرح وقال أشترط ما بدى لك ياعم فقال صاحب البستان شرطي هو أن تتزوج إبنتي !! صدم الشاب من هذا الجواب وذهل ولم يستوعب بعد هذا الشرط ثم اكمل صاحب البستان قوله ... ولكن يا بني إعلم أن إبنتي عمياء وصماء وبكماء وأيضا مقعدة لا تمشي ومنذ زمن وأنا أبحث لها عن زوج أستأمنه عليها ويقبل بها بجميع مواصفاتها التي ذكرتها فإن وافقت عليها سامحتك. صدم الشاب مرة أخرى بهذه المصيبة الثانية وبدأيفكر كيف يعيش مع هذه العلة خصوصا أنه لازال في مقتبل العمر؟ وكيف تقوم بشؤنه وترعى بيته وتهتم به وهي بهذه العاهات ؟ بدأيحسبها ويقول أصبر عليها في الدنيا ولكن أنجو من ورطة التفاحة !! ثم توجه الى صاحب البستان وقال له يا عم لقد قبلت ابنتك واأسال الله أن يجازيني على نيتي وأن يعوضني خيرا مما أصابني .

فقال صاحب البستان ... حسناا يا بني موعدك الخميس القادم عندي في البيت لوليمة زواجك وأنا أتكفل لك بمهرها فلما كان يوم الخميس جاء هذا الشاب متثاقل الخطى ... حزين الفؤاد ... منكسرالخاطر ... ليس كأي زوج ذاهب الى يوم عرسه فلما طرق الباب فتح له أبوها وأدخله البيت وبعد أن تجاذبا أطراف الحديث قال له يا بني ... تفضل بالدخول على زوجتك وبارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما على خير وأخذه بيده وذهب به الى الغرفة التي تجلس فيها إبنته ... فلما فتح الباب ورآها ..... فإذا فتاة بيضاء كفلقة القمر قد انسدل شعرها كالحرير على كتفيها فقامت ومشت اليه فإذا هي ممشوقة القوام وسلمت عليه وقالت السلام عليك يا زوجي ... أما صاحبنا فهو قد وقف في مكانه يتأملها وكأنه أمام حورية من حوريات الجنة نزلت الى الارض وهو لا يصدق ما يرى ولا يعلم مالذي حدث ولماذا قال أبوها ذلك الكلام : ... ففهمت ما يدور في باله ، فذهبت اليه وصافحته وقبلت يده وقالت إنني

عمياء من النظر الى الحرام

وبكماء من الكلام في الحرام

وصماء من الاستماع الى الحرام

ولا تخطو رجلاي خطوة الى الحرام


وإنني وحيدة أبي ومنذُعدة سنوات وأبي يبحث لي عن زوج صالح فلما أتيته تستأذنه في تفاحة وتبكي من أجلها قال أبي إن من يخاف من أكل تفاحة لا تحل له ... حري به ؟أن يخاف الله في إبنتي فهنيئا لي بك زوجا وهنيئا لابي بنسبك

وبعد عام أنجبت هذا الفتاة من هذا الشاب غلاما كان من القلائل الذين مروا على هذه الأمة

أتدرون من ذلك الغلام ؟

إنه الإمام أبو حنيفة صاحب المذهب الفقهي المشهور
روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق
URL
HTML
BBCode

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...