بسم الله الرحمن الرحيم
وفي هذا المقام ونحن نتحدث عن هذه الآفة الخطيرة يحسن بنا التركيز على صورٍ من صور الكذب والتي استخدم فيها وسائل التقنية والتواصل الاجتماعي ؛ تحذيرا من هذا السلوك المشين ، والذي أصبحت له وسائله الحديثة وأساليبه المتعددة ، حتى تحول العالم بعد أن كان يقال أنه قرية صغيرة إلى جهاز هاتف يحمله الصغير والكبير ، تتعدد فيه وسائل التواصل من ما يسمونه بالتغريدات أو غيرها التي قد تكون مكتوبة أو مسموعة أو مصورة أو مرئية عبر برامج الفيديو ، فنقول إن من صور الكذب التي يمكن أن تستخدم عن طريق هذه الوسائل الحديثة :
1- الكذب على الله جل جلاله ، وقد يستغرب البعض هل يحصل ذلك والإجابة نعم ، فإن من يستخدم تلك الوسائل في تحليل الحرام أو تحريم الحلال ، فهو أحد الكاذبين ، ألم تسمعوا إلى قول الله تعالى : { وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ } النحل : (116) والبعض هداه الله يتساهل في هذا الأمر ويجعل من نفسه مفتيا دون علم ، والفتوى كما تعلمون لها أهلها وهم أهل الذكر والعلم ، قال تعالى : { ... ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } النحل : (43) .
2- ومما يتأكد التحذير في هذا المقام ونحن نتحدث عن صور الكذب في الوسائل والتقنيات الحديث ، التحذير من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا يتمثل بأن ينسب إليه صلى الله عليه وسلم ما لم يقله وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار) ، وقد تعددت الحكايات والأقوال المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الوسائل ، بل بعضهم يصيغها بعبارات مشوقة ويختمها بالعبارة المشهورة (انشر تؤجر) وكيف يؤجر من ينشر الكذب ويأتي بالأحاديث المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم ويصورها للناس على أنها من الدين وما هي إلا ترهات وخزعبلات موضوعة ومكذوبة ، ولهذا حري بغير المختص بالعلم الشرعي أن لا ينشر حديثاً إلا بعد التثبت من صحته من أهل العلم ، وقد تعددت ولله الحمد الوسائل التي يعرف فيها الحديث الصحيح من غيره ، وفي الأحاديث الصحيحة غنية للمسلم في دينه وعلمه وعمله .
3- ومن صور الكذب المذمومة في وسائل التواصل التقنيات الحديثة ومما يسهم تباعاً في نشر الشائعات والأخبار المغلوطة : انتحال شخصية من الشخصيات المشهورة أو المعروفة والتسمي بأسمائهم والتصريح والكتابة وكأنها من نتاجهم أو أفكارهم أو نسبة الكلام إليهم بل البعض هداهم الله يكون لهم مقصد سيء من وراء هذا الانتحال المزيف ، وإني أذكر هذه الصورة وأنزه إخواني عنها وعن ما قبلها وعن ما بعدها ولكني أذكرها للتحذير من الانسياق وراء تلك الصفحات أو المواد المزيفة والمكذوبة ، وهذه الصورة تدعوني إلى الحديث عن صورة أخرى ترتبط بهذا الأمر .
4- فمع تعدد التقنيات وتطور الوسائل فإنه يمكن لضعيفي الإيمان ومن في قلوبهم مرض التزييف والكذب بشتى الوسائل بتعديل الصور أو مقاطع الفيديو أو ربط أصوات بشخصيات فيتخيل للناظر أو السامع صحة ذلك الخبر أو تلك المعلومة ، ولهذا يجب التثبت وعدم التسرع في الحكم على الأشخاص ،وخاصة إذا كان المنشور يحوي مثلبة لشخص أو مسؤول أو ينبني عليه حكم أو قرار أو خبر عام ، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } الحجرات : (6).
و قال الإمام الحسن البصري رحمه الله : المؤمن وقاف حتى يتبين .
وينظر الناظر في انتشار كثير من الشائعات ونسبتها ادعاء إلى أخبار عاجلة أو مصادر موثوقة ، ثم عند التثبت والتأكد يتضح زيف الخبر وكذبه ،وبعض بل وكثير ممن ينشر تلك الأخبار غير الصحيحة يؤمل في نشره ذلك الخبر السبق والإثارة وربما يتطلع إلى تكثير متابعيه ، والمنهج النبوي هو ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ) رواه مسلم ، قال الإمام النووي رحمه الله تعليقا على هذا الحديث وغيره : ففيها الزجر عن التحديث بكل ما سمع الإنسان فإنه يسمع في العادة الصدق والكذب .
5- وقد يكذب البعض بقصد اضحاك الناس وقد قال النَّبي صلى الله عليه في الحديث الحسن الذي رواه الإمام الترمذي وغيره : ( ويل للذي يحدث بالحديث، ليضحك به القوم فيكذب، ويل له، ويل له )
قال الامام المناوي رحمه الله في شرحه للحديث: كرره إيذانًا بشدة هلكته؛ وذلك لأنَّ الكذب وحده رأس كلِّ مذموم، وجماع كلِّ فضيحة، فإذا انضم إليه استجلاب الضحك الذي يميت القلب، ويجلب النسيان، ويورث الرعونة كان أقبح القبائح، ومن ثم قال الحكماء: إيراد المضحكات على سبيل السخف نهاية القباحة .
6- ومن صور الكذب المذمومة التي ربما تستخدم فيها وسائل التواصل والتقنيات الحديثة ما يتجرأ عليه بعض ضعيفي الإيمان من استخدام بعض المواقع الالكترونية في ترويج سلعته كمن يريد مثلا بيع سيارة له عن طريق تلك المواقع وهذا الأمر ليس فيه بأس إذا خلا من محاذير البيع الشرعية لكن المحذور الذي هو مدار حديثنا هو مايفعله بعض ضعاف النفوس من تصوير سلعته :سيارته أو غيرها بطمس عيوبها والتسويق لها بما ليس فيها مما يعد كذبا من البائع على المشتري وربما بعضهم هانت عليه نفسه بأن يحلف الأيمان الكاذبة في سبيل تسويق سلعته وقد جاء الوعيد الإلهي والتحذير النبوي في هذا المقام .
ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما:( أن رجلًا أقام سلعة في السوق، فحلف فيها، لقد أعطي بها ما لم يعطه، ليوقع فيها رجلًا من المسلمين )، فنزلت : { إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا... } آل عمران : (77)
وقال صلى الله عليه وسلم: ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم: رجل حلف على سلعة لقد أعطي بها أكثر مما أعطي وهو كاذب، ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر؛ ليقتطع بها مال رجل مسلم .. ) الحديث رواه الإمام البخاري ...
3- ومن صور الكذب المذمومة في وسائل التواصل التقنيات الحديثة ومما يسهم تباعاً في نشر الشائعات والأخبار المغلوطة : انتحال شخصية من الشخصيات المشهورة أو المعروفة والتسمي بأسمائهم والتصريح والكتابة وكأنها من نتاجهم أو أفكارهم أو نسبة الكلام إليهم بل البعض هداهم الله يكون لهم مقصد سيء من وراء هذا الانتحال المزيف ، وإني أذكر هذه الصورة وأنزه إخواني عنها وعن ما قبلها وعن ما بعدها ولكني أذكرها للتحذير من الانسياق وراء تلك الصفحات أو المواد المزيفة والمكذوبة ، وهذه الصورة تدعوني إلى الحديث عن صورة أخرى ترتبط بهذا الأمر .
4- فمع تعدد التقنيات وتطور الوسائل فإنه يمكن لضعيفي الإيمان ومن في قلوبهم مرض التزييف والكذب بشتى الوسائل بتعديل الصور أو مقاطع الفيديو أو ربط أصوات بشخصيات فيتخيل للناظر أو السامع صحة ذلك الخبر أو تلك المعلومة ، ولهذا يجب التثبت وعدم التسرع في الحكم على الأشخاص ،وخاصة إذا كان المنشور يحوي مثلبة لشخص أو مسؤول أو ينبني عليه حكم أو قرار أو خبر عام ، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } الحجرات : (6).
و قال الإمام الحسن البصري رحمه الله : المؤمن وقاف حتى يتبين .
وينظر الناظر في انتشار كثير من الشائعات ونسبتها ادعاء إلى أخبار عاجلة أو مصادر موثوقة ، ثم عند التثبت والتأكد يتضح زيف الخبر وكذبه ،وبعض بل وكثير ممن ينشر تلك الأخبار غير الصحيحة يؤمل في نشره ذلك الخبر السبق والإثارة وربما يتطلع إلى تكثير متابعيه ، والمنهج النبوي هو ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ) رواه مسلم ، قال الإمام النووي رحمه الله تعليقا على هذا الحديث وغيره : ففيها الزجر عن التحديث بكل ما سمع الإنسان فإنه يسمع في العادة الصدق والكذب .
5- وقد يكذب البعض بقصد اضحاك الناس وقد قال النَّبي صلى الله عليه في الحديث الحسن الذي رواه الإمام الترمذي وغيره : ( ويل للذي يحدث بالحديث، ليضحك به القوم فيكذب، ويل له، ويل له )
قال الامام المناوي رحمه الله في شرحه للحديث: كرره إيذانًا بشدة هلكته؛ وذلك لأنَّ الكذب وحده رأس كلِّ مذموم، وجماع كلِّ فضيحة، فإذا انضم إليه استجلاب الضحك الذي يميت القلب، ويجلب النسيان، ويورث الرعونة كان أقبح القبائح، ومن ثم قال الحكماء: إيراد المضحكات على سبيل السخف نهاية القباحة .
6- ومن صور الكذب المذمومة التي ربما تستخدم فيها وسائل التواصل والتقنيات الحديثة ما يتجرأ عليه بعض ضعيفي الإيمان من استخدام بعض المواقع الالكترونية في ترويج سلعته كمن يريد مثلا بيع سيارة له عن طريق تلك المواقع وهذا الأمر ليس فيه بأس إذا خلا من محاذير البيع الشرعية لكن المحذور الذي هو مدار حديثنا هو مايفعله بعض ضعاف النفوس من تصوير سلعته :سيارته أو غيرها بطمس عيوبها والتسويق لها بما ليس فيها مما يعد كذبا من البائع على المشتري وربما بعضهم هانت عليه نفسه بأن يحلف الأيمان الكاذبة في سبيل تسويق سلعته وقد جاء الوعيد الإلهي والتحذير النبوي في هذا المقام .
ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما:( أن رجلًا أقام سلعة في السوق، فحلف فيها، لقد أعطي بها ما لم يعطه، ليوقع فيها رجلًا من المسلمين )، فنزلت : { إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا... } آل عمران : (77)
وقال صلى الله عليه وسلم: ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم: رجل حلف على سلعة لقد أعطي بها أكثر مما أعطي وهو كاذب، ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر؛ ليقتطع بها مال رجل مسلم .. ) الحديث رواه الإمام البخاري ...
اعداد / د.محمد بن عدنان السمان
المدير العام لشبكة السنة النبوية وعلومها
منقول بتصرف يسير
روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق | |
URL | |
HTML | |
BBCode |
0 التعليقات:
إرسال تعليق