عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجد ثوبا سماه باسمه إما قميصا أو عمامة ثم يقول (( اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه أسألك من خيره وخير ما صنع له وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له )) رواه أبو داود والترمذي ، وأحمد وصححه ابن حبان والحاكم وقال على شرط مسلم ووافقه الذهبي .
الشروح
( إذا استجد ثوبا ) : أي لبس ثوبا جديدا وأصله على ما في القاموس صير ثوبه جديدا ، وأغرب من قال : معناه طلب ثوبا جديدا (
سماه ) : أي الثوب المراد به الجنس ( باسمه ) أي المتعارف المتعين المشخص الموضوع له ( إما قميصا أو عمامة ) : أي أو غيرهما كالإزار والرداء ونحوهما ، والمقصود التعميم فالتخصيص للتمثيل .
وصورة التسمية باسمه بأن يقول رزقني الله أو أعطاني أو كساني هذه العمامة أو القميص أو يقول هذا قميص أو عمامة والأول أظهر والفائدة به أتم وأكثر وهو قول المظهر ، والثاني مختار الطيبي فتدبر
( أسألك من خيره ) ولفظ الترمذي أسألك خيره بحذف كلمة من وهو أعم وأجمع ، ولفظ المؤلف أنسب لما فيه من المطابقة لقوله في آخر الحديث وأعوذ بك من شره ( وخير ما صنع له ) : هو استعماله في طاعة الله تعالى وعبادته ليكون عونا له عليها ( وشر ما صنع له ) : هو استعماله في معصية الله ومخالفة أمره .
وقال : القاري ناقلا عن ميرك : خير الثوب بقاؤه ونقاؤه وكونه ملبوسا للضرورة والحاجة ، وخير ما صنع له هو الضرورات التي من أجلها يصنع اللباس من الحر والبرد وستر العورة والمراد سؤال الخير في هذه الأمور وأن يكون مبلغا إلى المطلوب الذي صنع لأجله الثوب من العون على العبادة والطاعة لمولاه ، وفي الشر عكس هذه المذكورات ، وهو كونه حراما ونجسا ولا يبقى زمانا طويلا ، أو يكون سببا للمعاصي والشرور والانتحار والعجب والغرور وعدم القناعة بثوب الدون وأمثال ذلك انتهى .
والحديث يدل على استحباب حمد الله تعالى عند لبس الثوب الجديد
من كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داوود
احرص أخي المسلم على تطبيق هذه السنة ، فإن القليل من يعمل بها
روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق | |
URL | |
HTML | |
BBCode |
0 التعليقات:
إرسال تعليق