0
الإمام الطبري ( من علماء التفسير والتاريخ )

سيرة الإمام الطبري رحمه الله نسبه,حياته,علمه,مؤلفاته,وفاته


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على خير البشر محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعه وأقتفى أثره الى يوم الدين   أما بعد أحبتي في الله  حديثنا اليوم عن إمام المفسرين, وخاتم المجتهدين, وعظيم المؤرخين, وأحد كبار المحدثين في القرن الثالث الهجري, وأوائل القرن الرابع.  
هو محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري رحمه الله تعالى، يُكنى بـأبي جعفر، وعُرف بذلك، واتفق المؤرخون على أنه لم يكن له ولد يسمى بـجعفر، بل إنه لم يتزوج أصلاً، ولكنه تكنَّى التزامًا بآداب الشرع الحنيف، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم  يُطلِق الكُنَى على أصحابه.


وُلِد سنة 224هـ/ 839م، وكانت ولادته بآمُل عاصمة إقليم طبرستان. قال الخطيب البغدادي: "استوطن الطبري بغداد، وأقام بها إلى حين وفاته


نشأة الإمام الطبري 

نشأ الطبري بآمل، وتربى في أحضان والده وغمره برعايته، وتفرس فيه النباهة والذكاء والرغبة في العلم فتولى العناية به ووجَّهه منذ الطفولة إلى حفظ القرآن الكريم، كما هي عادة المسلمين في مناهج التربية الإسلامية، وخاصةً أن والده رأى رؤيا تفاءل بها خيرًا عند تأويلها.

فقد رأى أبوه رؤيا في منامه أن ابنه واقف بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم  ومعه مخلاة مملوءة بالأحجار، وهو يرمي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقصَّ الأب على مُعَبِّرٍ رؤياه فقال له: "إن ابنك إن كبر نصح في دينه، وذبَّ عن شريعة ربه".  ويظهر أن الوالد أخبر ولده بهذه الرؤيا وقصها عليه عدة مرات؛ فكانت حافزًا له على طلب العلم والجد والاجتهاد فيه والاستزادة من معينه، والانكباب على تحصيله ثم العمل به، والتأليف فيه؛ ليدافع عن الحق والدين. وظهرت على الطبري في طفولته سمات النبوغ الفكري، وبدت عليه مخايل التفتح الحاد والذكاء الخارق والعقل المتقد، والملكات الممتازة، وأدرك والده ذلك فعمل على تنميتها وحرص على الإفادة والاستفادة منها؛ فوجَّهه إلى العلماء ومعاهد الدراسة، وساعده على استغلال كل هذه الطاقات دون أن يشغله بشيء من شئون الحياة ومطالبها، وخصص له المال للإنفاق على العلم والتعلم، وسرعان ما حقق الطبري أحلام والده، وزاد له في آماله وطموحه.وقد حرص والده على إعانته على طلب العلم منذ صباه، ودفعه إلى تحصيله، فما كاد الصبي الصغير يبلغ السن التي تؤهله للتعليم، حتى قدمه والده إلى علماء آمل، وشاهدته دروب المدينة ذاهبًا آيبًا يتأبط دواته وقرطاسه.
وسرعان ما تفتح عقله، وبدت عليه مخايل النبوغ والاجتهاد، حتى قال عن نفسه: "حفظت القرآن ولي سبع سنين، وصليت بالناس وأنا ابن ثماني سنين، وكتبت الحديث وأنا في التاسعة".

ملامح شخصية الإمام الطبري وأخلاقه


تمتع الإمام الطبري رحمه الله بمواهب فطرية متميزة، جبله الله عليها، وتفضل عليه بها، كما حفلت حياته بمجموعة من الصفات الحميدة، والأخلاق الفاضلة، والسيرة المشرفة؛ ومن هذه الصفات:

1- نبوغ الإمام الطبري وذكاؤه:


إن كثيرًا من صفات الإنسان تكون هبة من الله ، وعطاءً مباركًا من الخالق البارئ، ولا دخل للإنسان فيها، والله يختص برحمته من يشاء، ويفضل بعض الناس على بعض، ويرزق المواهب الخاصة لمن يشاء من عباده.

وكان الطبري رحمه الله موهوب الغرائز، وقد حباه الله بذكاء خارق، وعقل متقد، وذهن حاد، وحافظة نادرة، وهذا ما لاحظه فيه والده، فحرص على توجيهه إلى طلب العلم وهو صبي صغير، وخصص له موارد أرضه لينفقها على دراسته وسفره وتفرغه للعلم. ومما يدل على هذا الذكاء أنه رحمه الله حفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، وصلى بالناس وهو ابن ثماني سنين، وكتب الحديث وهو ابن تسع سنين.

2- حفظ الإمام الطبري:


كان الطبري رحمه الله يتمتع بحافظة نادرة، ويجمع عدة علوم، ويحفظ موضوعاتها وأدلتها وشواهدها، وإن كُتُبه التي وصلتنا لأكبر دليل على ذلك، حتى قال عنه أبو الحسن عبد الله بن أحمد بن المفلس: "والله إني لأظن أبا جعفر الطبري قد نسي مما حفظ إلى أن مات ما حفظه فلان طول عمره".


3- ورع الإمام الطبري وزهده:


وهاتان الصفتان من فضائل الأخلاق، ومن أشد الصفات التي يجب أن يتحلى بها العالم والداعية، والمربِّي والإمام، وكان الطبري رحمه الله على جانبٍ كبير من الورع والزهد والحذر من الحرام، والبُعد عن مواطن الشُّبَه، واجتناب محارم الله تعالى، والخوف منه، والاقتصار في المعيشة على ما يَرِدُهُ من ريع أرضه وبستانه الذي خلَّفه له والده.


قال عنه ابن كثير: "وكان من العبادة والزهادة والورع والقيام في الحق لا تأخذه في ذلك لومة لائم،... وكان من كبار الصالحين".


وكان الطبري رحمه الله زاهدًا في الدنيا، غير مكترث بمتاعها ومفاتنها، وكان يكتفي بقليل القليل أثناء طلبه للعلم، وبما يقوم به أوده، ويمتنع عن قبول عطايا الملوك والحكام والأمراء.

ذكر السبكي في ( طبقات الشافعية ) : أنه لما تقلد الخاقاني الوزارة وجه إلى ابن جرير الطبري بمال كثير فأبى أن يقبله ، فعرض عليه القضاء فامتنع ، فعاتبه أصحابه ، وطمعوا في أن يقبل ولاية المظالم ، فانتهرهم وقال : قد كنت أظن أني لو رغبت في ذلك لنهيتموني عنه .

4- عفة الإمام الطبري وإباؤه:


وكان الطبري رحمه الله عفيف اللسان، يحفظه عن كل إيذاء؛ لأن فعل اللسان قد يتجاوز في بعض الأحيان السنان، ولأن جرح السيف قد يُشفى ويبرأ، ولكن هيهات أن يُشفى جرح اللسان. وكان الطبري متوقفًا عن الأخلاق التي لا تليق بأهل العلم ولا يؤثرها إلى أن مات، ولما كان يناظر مرة داوود بن علي الظاهري في مسألة، فوقف الكلام على داوود، فشق ذلك على أصحابه، فقام رجل منهم، وتكلم بكلمة مَضَّة وموجعة لأبي جعفر، فأعرض عنه، ولم يرد عليه، وترفَّع عن جوابه، وقام من المجلس، وصنَّف كتابًا في هذه المسألة والمناظرة.  وكان الطبري عفيف النفس أكثر من ذلك، فهو مع زهده لا يسأل أحدًا، مهما ضاقت به النوائب، ويعفُّ عن أموال الناس، ويترفع عن العطايا.


5- تواضع الإمام الطبري وعفوه:


كان الطبري شديد التواضع لأصحابه وزواره وطلابه، دون أن يتكبر بمكانته، أو يتعالى بعلمه، أو يتعاظم على غيره، فكان يُدعى إلى الدعوة فيمضي إليها، ويُسأل في الوليمة فيجيب إليها.

وكان رحمه الله لا يحمل الحقد والضغينة لأحد، وله نفس راضية، يتجاوز عمن أخطأ في حقه، ويعفو عمن أساء إليه.
وكان محمد بن داوود الظاهري قد اتهم الطبري بالأباطيل، وشنَّع عليه، وأخذ بالرد عليه؛ لأن الطبري ناظر والده، وفنَّد حججه، وردَّ آراءه، فلما التقى الطبري مع محمد بن داوود تجاوز عن كل ذلك، وأثنى على علم أبيه، حتى وقف الولد عن تجاوز الحد، وإشاعة التهم على الطبري.
ومع كل هذا التواضع، وسماحة النفس، والعفو والصفح، كان الطبري لا يسكت على باطل، ولا يمالئ في حق، ولا يساوم في عقيدة أو مبدأ؛ فكان يقول الحق، ولا تأخذه في الله لومة لائم، ثابت الجنان، شجاع القلب، جريئًا في إعلان الصواب مهما لحق به من أذى الجهال، ومضايقة الحساد، وتخرصات الحاقدين.
وكان من عادة الطبري  أنه يصلي الظهر في بيته ، ويكتب في تصنيفه إلى العصر ، ويجلس للناس يقرئ ويقرأ عليه إلى المغرب ، ثم يجلس للفقه إلى العشاء الأخرة ، ثم يدخل منزله ، وقد قسم ليله ونهاره في مصلحة نفسه ودينه والخلق .وقد نقل ياقوت الحموي في معجم الأدباء عن أحمد بن كامل القاضي ما بين الكثير من صفات الطبري وعاداته العامة والخاصة ، فمن أراد التوسع في ذلك فليرجع إليه .

 طلب الإمام الطبري للعلم ورحلته من أجله 


تربى الطبري تربية دينية ، ونشأ نشأة علمية ، فاهتم منذ الصغر بالعلم وطلبه ، والخروج في سبيل أخذه وروايته ، وساعده على ذلك عدم زواجه   وقد فتح الله عليه ، حتى حصل الكثير من العلم ، وأصبح من كبار الأئمة ، وخيار علماء الأمة الذين يرحل إليهم ، ويؤخذ العلم عنهم .  
ولقد حفظ القرآن الكريم في بلده ،وأخذ العلم والحديث عن أهله ، ثم رحل عن بلده في طلب العلم سنة ست وثلاثين ومائتين وهو ابن اثنتي عشرة سنة كما قال مسلم بن قاسم  أو رحل وله عشرين سنة كما قال ابن الجزري وهكذا رحل إلى الأفاق، واكثر التطاوف ، ووصل إلى البلدان النائية ، فسمع عن شيوخها ، وقد رحل  في أوائل رحلته  إلى مدينة السلام بغداد رغبة في السماع من الإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل ، فلم يتفق ذلك له لموت الامام أحمد قبل دخوله إليها ، وأقام الطبري مدة بها ، وأكثر الكتابة عن شيوخها .
ثم انحدر إلى البصرة ، فسمع ممن كان باقياً من اهل العلم والحديث في وقته ، ومر في طريقه إليها بواسط ، وكتب عن علمائها .
ثم سار إلى الكوفة وأخذ العلم عن كبارها .
ثم عاد إلى بغداد ، فلزم المقام بها مدة ، وتفقه بها وكتب ، وأخذ علوم القرآن وكتب مسند يعقوب بن ابراهيم الدورقي .
ثم خرج إلى مصر ، وكتب في طريقه إليها عن المشايخ بأجناد الشام والسواحل والثغور ، وأكثر من الكتابة .
ثم صار إلى قسطاط مصر في سنة ثلاث وخمسين ومئتين هجرية وكان بها بقية من الشيوخ ، وأهل العلم ، فأكثر عنهم الكتابة من علوم الامام مالك والامام الشافعي ومختصر أقواله المتوفى سنة أربع وستين ومائتين هجرية ، فتكلما في أشياء كثيرة منها بحث الإجماع الذي هو ثالث الأدلة الشرعية ، وقيل أنهما قد تناظرا في بعض المسائل الفقهية ، وظهر عليه الطبري وغلبه ، إلا انه لم يبين لنا حقيقة هذه المسألة ، ولم يدون ما دار بينهما من أقوال في أثناء المناظرة حتى يمكن أن نحكم بصحة هذا القول ومع ذلك فقد كان الإمام الطبري رحمه الله تعالى يفضل المزني ويطريه ، ويذكر دينه وعلمه ، كما نزل في مصر على الربيع بن سليمان المرادي كبير ناشري مذهب الامام الشافعي رحمه الله تعالى ، وكبير مدوني كتبه .
ولم يبق أحد من اهل العلم بمصر إلا لقيه الطبري وامتحنه في العلم الذي يتحقق به ويتثبت منه ، كما حدث هو عن نفسه في كلام طويل مذكور في معجم الأدباء .
وقد درس العروض بمصر ، وبعدأن سئل عنه ، وكان لم يدرسه بعد حتى أصبح عروضياً ، ثم رجع إلى مدينة السلام بغداد ، وكتب بها أيضاً .
ثم رجع إلى طبرستان ، وهي رجعته الأولى ، ثم غادرها ، ثم رجع إليها رجعته الثانية سنة تسعين ومئتين هجرية .
ثم غادر طبرستان للمرة الأخيرة ، ورجع إلى بغداد ، فنزل في قنطرة البردان ، وكانت مركزاً لكبار النحويين والمتأدبين  .
واشتهر اسمه في العلم وشاع خبره بالتقدم والفهم ، وقضى حياته الكريمة الحافلة بالأعمال العظيمة .


شيوخ الإمام الطبري


لقي الامام الطبري في بلده وفي رحلاته الطويلة كثيراً من العلماء والأدباء وأئمة الفقه والحديث وسمع منهم ، وأكثر من الكتابة عنهم ، وأخذ عن كثير من شيوخ البخاري ومسلم .
واكتفي بذكر بعضهم على سبيل الاجمال :
1- أحمد بن حماد الدولابي : من أهل العلم ، ولم نقف على ترجمه له ، وهو والد الإمام الكبير أبي بشر بن أحمد بن حامد الدولابي الحافظ المحدث صاحب كتاب ( الكنى والأسماء ) ، وقد توفى سنة 320 كما في اللباب ، وسنة 310 كما في العبر وتذكرة الحفاظ .
2- أحمد بن عبد الرحمن بن وهب : ابن أخي عبد الله بن وهب صاحب الامام مالك بن أنس ، وأحد الرواة عن عمه ، وعن الشافعي ، وشيخ مسلم وابن خزيمة المتوفى سنة 264 ، وذكر ابن النديم في الفهرست أن الطبري أخذ فقه نالك عنه، وذكر السبكي في الطبقات أنه حدث عنه .
3- أحمد البغوي : الحافظ الحجة,صاحب المسند المعروف,وجد القاسم البغوي لأمه, ذكره الخطيب في تاريخ بغداد ، وابن الأثير في اللباب ، والنووي في تهذيب الأسماء ، والذهبي في تذكرة الحفاظ ، وقالوا ان الطبري روى عنه وسمع عنه .
4- أبو العباس ثعلب الشيباني : البغدادي النحوي الكوفي المعروف بثعلب اللغة العربية ، وإمام نحاة الكوفة وأعلمهم .. وتلميذ ابن الاعرابي وغيره المتوفى سنة 291 كما في التذكرة والعبر .
5- أحمد بن يوسف التغلبي : تلميذ أبي عبيد القاسم بن سلام ، وشيخ علي بن عمرو بن سهل الحريري ، وموسى بن عبد الله الخاقاني .
6- اسحق بن أبي اسرائيل المروزي : البغدادي الامام الحافظ الكبير محدث بغداد الثقة الضابط ، ذكره الخطيب في تاريخه ، والذهبي في تذكرة الحفاظ ، وابن السبكي في الطبقات ، والحافظ بن حجر في اللسان ، وصرحوا بأن الطبري قد سمع منه وروى عنه .
7- أبو ابراهيم المزنى : المصري الامام الجليل ، والفقيه العظيم صاحب الشافعي وناصر مذهبه ، وواضع المختصرين من أقواله ، المختصر الكبير ، والمختصر الصغير ، المطبوع بهامش كتاب الأم للشافعي ، وهو أصل معظم كتب المذهب المدونة بعده ، فقد لقيه الطبري في مصر ، وأخذ العلم و الفقه عنه، وتباحثا في بعض القواعد الأصولية ، وتناظرا في بعض المسائل الفقهية .
8- اسماعيل بن موسى السدي : الفزاري المحدث الكوفي الشيعي ابن بنت السدي تلميذ مالك ، ذكره ابن النديم في الفهرست ، وياقوت في المعجم ، والذهبي في التذكرة ، وابن السبكي في الطبقات وقالوا ان الطبري أخذ الحديث عنه وسمعه منه .
9- أبو الأشعث : ذكره هكذا ياقوت في معجم الأدباء ، وقال ان الطبري سمع الحديث منه ، وهو أحمد بن المقدام البغوي ، والامام المحدث تلميذ حماد بن زيد وطائفة كثيرة ، توفى سنة 253 كما في العبر والميزان .
فهو غير أبي الاشعث الصنعاني الشامي التابعي المتوفى بعد المائة ، تلميذ عبادة بن الصامت ، وشيخ أبي قلادة وعبد الرحمن بن يزيد بن جبار الدمشقي المحدث المتوفي سنة 154 كما في العبر واللباب .
10- بشر بن معاذ المقدي : لم نعثر على ترجمة له ، وذكر في الفهرست أن الطبري أخذ الحديث عنه . 
11- أبو جريج : ولم نقف على شي يتعلق به ، ذكره هكذا ابن النديم في الفهرست ضمن من أخذ الطبري الحديث عنهم . 
12- أبو حاتم السجستاني المقرئ المحدث الأديب اللغوي تلميذ أبي عبيدة والأصمعي المتوفى 255 كما في العبر .
13- الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني : البغدادي الامام الجليل المحدث الفقيه الفصيح البليغ الثقة الثبت ، أحد رواة مذهب الامام الشافعي القديم ، بل أثبتهم رواية له كما قال أبو الحسن المارودي ، وقد توفى سنة 260 كما في تهذيب الاسماء وطبقات الشافعية والعبر والتذكرة .
لقيه الطبري في بغداد وأخذ عنه مذهب الشافعي القديم ، وكتب كتابه المشهور باسمه ، كما صرح به ابن النديم في الفهرست ، وياقوت في المعجم .
14- داوود بن على الاصفهاني : مؤسس المذهب الظاهري المتوفى سنة 270 كما في التذكرة ، ذكره ابن النديم في الفهرست ضمن شيوخ الطبري ، وقال أنه قرأ الفقه عليه ، وقد ثبت أن الطبري لقيه وأخذ علمه وفقهه ، وتناظر معه ورد عليه .
15- الربيع بن سليمان المرادي : المصري الامام الحجة الحافظ محدث الديار المصرية صاحب الشافعي وخادمه ، وناقل فقهه وعلمه ، وكبير مدوني مذهبه وأوثق رواة كتبه ، المتوفى سنة 270 ، كما في تهذيب الاسماء وتذكرة الحفاظ والعبر وطبقات الشافعية .
وأخذ الطبري عنه بمصر مذهب الشافعي الجديد وأكثر من الكتابة عنه كما صرح ابن النديم في الفهرست وغيره .
16- سعيد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري : الفقيه المالكي أحد علماء القرن الثالث الهجري ، ذكر في الفهرست أن الطبري أخذ فقه مالك عنه ، وقد ذكره ابن فرحون في الديباج المذهب .
17- أبو سعيد الأشج : عبد الله بن سعيد حصين الكندي الكوفي الامام الحافظ محدث الكوفة وتلميذ أبي بكر عباس وشيخ ابن خزيمة المتوفى سنة 257 كما في التذكرة والعبر ، ذكره الخطيب في تاريخ بغداد ، والنووي في تهذيب الأسماء ، وقالا أن الطبري أخذ الحديث عنه .
18- أبو سعيد الاصطخري : الامام الجليل قاضي قم وكستان أحد الرفعاء من أصحاب الوجوه في مذهب الشافعي المتوفى سنة 328 ببغداد كما في طبقات الشافعية والعبر . ذكر ياقوت في معجم الأدباء أن الطبري قد درس فقه الشافعي بالعراق عليه .
19- سليمان بن عبد الرحمن الطلحي : أبو داوود سليمان بن عبد الرحمن بن حماد بن عمران بن موسى بن طلحة بن عبيد الله الطلحي اللؤلوي الكوفي .  
قرأ القرآن وعرضه عليه وأخذ القراءة عنه كما في طبقات السبكي وابن الجزري .
20- عماد بن موسى : كما في معجم الأدباء : أو عمران بن موسى كما في الفهرست ( لم نقف على ترجمة له ) . وقد أخذ الطبري الحديث عنه وسمعه منه كما صرح ابن النديم وياقوت .
21- عمرو بن علي الفلاسي : أبو حفص عمرو بن علي الباهلي الصيرفي الفلاسي ، الامام الحافظ ، أحد الاعلام وتلميذ معتمد بن سليمان . وقد ذكر كل من الخطيب والحافظ في اللسان أن الطبري قد سمع العلم منه .
22- المثنى بن ابراهيم الآبلي : ذكره أحمد بن كامل في تاريخه على ما في معجم الأدباء ، وقال : ان الطبري قد أكثر من كتابة العلم عنه .
23- محمد بن بشار بندار : أبو بكر محمد بن بشار بن عثمان العبدي البصري النساج الامام الكبير الشهير ببندار . سمع الطبري الحديث منه كما في تاريخ بغداد ومعجم الأدباء واللباب واللسان .
24- محمد بن عبد الله بن عبد الحكم : أبو عبد الله المصري الامام الفقيه الشافعي المالكي صاحب الشافعي المتوفى سنة 268 كما في التذكرة .فقد أخذ الطبري عنه الفقه وسمع منه العلم . 
وذكره ابن النديم في الفهرست ، وقال ان الطبري أخذ عنه فقه مالك .
25- محمد بن العلاء أبو كريب التهمداني : لا التهمذاني كما صحف في معجم الأدباء : الكوفي الحافظ الثقة محدث الكوفة تلميذ ابن المبارك عيينه ، ذكر أيضا في الفهرست وتاريخ بغداد وتهذيب الأسماء وطبقات الشافعي فقد حضر الطبري إلى داره لسماع الحديث منه فامتحنه أبو كريب في حفظه فأعجب به وعظم في نفسه وعرف قدره على حداثته ، ومكنه من حديثه ، ويقال أن الطبري قد سمع منه أكثر من مائة ألف حديث كما في معجم الأدباء .
26- محمد بن المثنى البصري : الحافظ الحجة محدث البصرة ، كما في التذكرة والعبر والميزان واللباب . سمع الطبري الحديث عنه كما في تاريخ بغداد والباب وتهذيب الأسماء .

تلاميذ الإمام الطبري

إن تلامذة الطبري الذين تلقوا العلم ، ورووه عنه ، وتفقهوا عليه ، ونشروا علمه ومذهبه ومصنفاته وكتبه لا يبلغهم الحصر ، ولا يأتي عليهم الذكر ، فمنهم : 
1- احمد بن أب طالب الكاتب 
2- أحمد بن عبد الله أبو الحسن الجبي 
3- احمد بن كامل أبو بكر القاضي 
4- أحمد لا محمد كما صحف معجم الأدباء  ابن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي الأستاذ الحافظ أبو بكر البغدادي الشهير بابن مجاهد المتوفى سنة 324 .
5- الجعابي 
6- أبو شعيب الحراني وكان متقدما وأكبر من الطبري سناً 
7- عبد الغفار الحضيبي لا الحصيبي كما صحف في الطبقات 
8- عبد الله بن أحمد بن جعفر أبو محمد الفوغاني .
9- عبد الواحد بن عمر 
10- أبو الفرج بن ابي العباس الاصبهاني أو الاصفهاني صاحب الأغاني كان يختلف على الطبري ويقرأ عليه كتبه .
11- أبو القاسم الطبراني 
12- محمد الباقرحي 
13- محمد بن احمد الداجوني 
14- محمد بن محمد بن فيروز الكرخي شيخ أبي على الاهوازي .
ظن الدكتور الحوفي في كتابه ( الطبري ص 85 ) أن أبا محمد عبد العزيز بن محمد الطبري بن محمد الطبري . تلميذ للطبري مستنداً في ذلك إلى أنه قد وضع كتابا عن الطبري استمد منه ياقوت الحموي في كتاب معجم الأدباء  مع أنه ليس فيما نقله ياقوت عنه ما يفيد أنه تلميذ الطبري ولا يلزم من يكون قد ألف كتابا عنه أن يكون تلميذاً له .

 أصحاب الامام الطبري المتفقهون على مذهبه 

وسأذكر من أصحابه الذين قلدوه وتفقهوا على مذهبه من ذكرهم ابن النديم في الفهرست : 
1- أحمد بن كامل أبو بكر القاضي ، وهو أجل أصحابه وممن كنت عنه ، وعن مذهبه .
2- أحمد بن يحيى بن علي بن يحيى بن علي بن منصور أبو الحسن المنجم المتكلم
3- أبو اسحق ابراهيم بن حبيب السقطي الطبري البصري 
4- أبو الحسن بن يونس المتكلم .
5- أبو الحسن الدقيقي الحلواني الطبري 
6- رجل يعرف بابن اذبوني 
7- رجل يعرف بابن الحداد 
8- علي بن عبد العزيز بن محمد الدولابي .
9- أبو الفرج بن أبي العباس بن المغيرة الثلاج 
10- أبو القاسم بن العراد 
11- محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الثلج أبو البكر الكاتب 
12- أبو مسلم الكجي وكان ينتمي إلى أبي جعفر الطبري في الفقه مع أنه كان أسبق منه .
13- المعافى بن زكريا . أجل الذين اتبعوا مذهب الطبري وانتصروا له ودونوا الكتب الخاصة بمذهبه ، هو الإمام الجليل والعالم الكبير والأريب الخطير ، المعافى بن زكريا بن يحيى بن حميد بن حماد بن داوود أبو الفرج النهرواني القاضي المعروف بابن الطرار ، أو ابن طراوة الذي كان يقال له الجريري نسبة إلى ابن جرير الطبري ، لأنه كان على مذهبه ومقلداً ، على حد قول ابن خلكان وهو صاحب كتاب الجليس والأنيس الذي هو في الواقع أفضل من كتاب الكامل وقد ولد سنة 303 ، وتوفي بالنهروان في سنة 390 لا سنة 370 كما ذكر أولاً في إنباه الرواة بما هو زيادة طابع أو ناشر .

محنة الإمام الطبري ورميه بالابتداع والإلحاد:

ومن الأئمة المتقدمين الذين ابتلوا باتهام الرعاع والجهلة لهم بما هم براء منه وبعيدون عنه كل البعد أبو جعفر الطبري ، فقد أن أبا بكر بن داوود بن على الاصطفاني الظاهري صاحب كتاب الزهرة في الحب والعشق كان متأثر من ابن جرير ، حاقداً عليه ، من أجل أنه ألف كتابا في الرد على مذهب أبيه ، فتحايل عليه واتهمه هو أصحابه باتهامات مختلفة هو أجل من أن يتصف بها .
وليس من غرضنا الكلام على هذه المحنة الخطيرة على وجه الشرح والإبانة والرد والمعارضة في شيء من التفصيل و الإفاضة فإن ذلك يحتاج إلى أبحاث مختلفة : و أنما قصدنا بالتنبيه عليها والإشارة إليها مع الاكتفاء بما سنذكره من أقوال الأئمة المعتبرين في ابن جرير الطبري وثنائهم عليه واشادتهم بفضله ، ونكتفي الأن بالاشارة إليها ، وإلى سببها ، ومن أراد التوسع فيها فعليه بمراجعة تاريخ ابن الأثير ، وابن كثير ، وطبقات الشافعية ، ومعجم الأدباء وميزان الاعتدال ، ولسان الميزان ، وغيرها من المراجع .
وقد نبه الامام الذهبي على ان تشابها في الاسم وقع بين الإمام الطبري وبين محمد بن جرير بن رستم ، الذي كان فعلاً مهتما بالضلال والانحراف .




آراء العلماء في الإمام الطبري:



ولكي يزول من نفسك أي أثر من المثالب التي ادعاها البعض على ابن جرير ورموه بها وتعتمد أن الرجل أجل من ذلك وأفضل ، وأنه برئ مما طعنوه به كل البراءة ، نعرض لك بعض أقوال كبار الأئمة وخيار العلماء فيه فنقول : 
1- قال امام الأئمة أبو بكر بن حزيمة "ما أعلم على وجه الأرض أعلم من ابن جرير"
2- وقال أبو العباس بن سريج الشافعي " محمد بن جرير الطبري فقيه العالم " 
3- وقد شهد له أبو العباس ثعلب بالحذق وقال : ذاك من حذاق الكوفيين مع كون ثعلب شديد النفس قليل الشهادة لأحد بالحذق في علمه .
4- وقال أبو محمد عبد العزيز بن محمد الطبري: كان أبو جعفر الطبري من الفضل والعلم والذكاء والحفظ على مالا يجهله أحد عرفه, لجمعه من علوم الإسلام مالا نعلمه اجتمع لأحد من هذه الأمة, ولا ظهر من كتب المصنفين وانتشر من كتب المؤلفين ما انتشر له. وكان عالماً في علوم القرآن والقراءات وعلم التاريخ من الرسل الخلفاء والملوك واختلاف الفقهاء مع الرواية كذلك.. وقد بأن فضله في علم اللغة والنحو.. وقد كان له قدم في علم الجدل.. وكان فيه من الزهد والورع والخشوع والأمانة وتصفية الأعمال وصدق النية وحقائق الأفعال ما دل عليه كتابه في آداب النفوس... وكان يحفظ من الشعر للجاهلية والأسلام, وكان أبو جعفر قد نظر في المنطق والحساب والجبر والمقابلة وكثير من فنون أبواب الحساب, وفي الطب وأخذ منه قسطاً من وافرا يدل عليه كلامه من الوصايا, وكان عازفا عن الدنيا تاركا لها ولأهلها, يرفع نفسه من التماسها, وكان كالقارئ الذي لا يعرف إلا القرآن, وكالمحدث الذي لا يعرف إلا التحديث, وكالفقيه الذي لا يعرف إلا الفقه, وكالنحوي الذي لا يعرف إلا النحو, وكالحاسب الذي لا يعرف إلا الحساب, وكان عالما بالعبادات, جامعا للعلوم, وإذا جمعت بين كتبه وكتب غيره وجدت لكتبه فضلا على غيرها, وكان أبو جعفر ظريفاً في ظاهره, نظيفاً في باطنه حسن العشرة لمجالسيه, متفقدا لأحوال أصحابه, مهذباً في جميع أحواله, جميل الأدب في مأكله وفي ملبسه وما يخصه في أحوال نفسه, منبسطاً مع أخوانه, حتى ربما داعبهم أحسن المداعبة.


5- وقال أبو علي الأهوازي, كما في معجم الأدباء "كان أبو جعفر الطبري عالما بالفقه والحديث والتفاسير والنحو واللغة والعروض له في جميع ذلك تصانيف فاق بها على سائر المصنفين"

6- وقال ياقوت الحموي: "وهو المحدث الفقيه المقرئ المؤرخ المعروف المشهور"
7- وقال الخطيب البغدادي: وكان (يعني ابن جرير) "أحد أئمة العلماء", يحكم بقوله, ويرجع إلى رأيه, لمعرفته وفضله وكان قد جمع من العلوم مالم يشاركه فيه أحد من أهل عصره, وكان حافظاً لكتاب الله, عارفا بالقراءات, بصيرا بالمعاني, فقيها وفي أحكام القرآن, عالما بالسنن وطرقها صحيحها وسقيمها ناسخها ومنسوخها, عارفا بأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم في الأحكام ومسائل الحلال والحرام, عارفا بأيام الناس وأخبارهم".
8- وقال أبو الفرح الجريري النهرواني: كما في الفهرست "هو أي ابن جرير علامة وقته وأمام عصره وفقيه زمانه.. وكان متفننا في جميع العلوم علم القرآن والنحو والشعر واللغة والفقه كثير الحفظ".
9- وقال أبو بكر بن كامل القاضي: "لم أر بعد أبي جعفر أجمع للعلم وكتب العلماء ومعرفة اختلاف الفقهاء وتمكنه من العلوم مثله".
10- وقال القفطي: "هو العالم الكامل المقرئ النحوي الحافظ الأخباري جامع العلوم لم ير في فنونه مثله وصنف التصانيف الكبار".
11- وقال الشيخ أبو اسحاق الشيرازي: "وهو صاحب التاريخ والمصنفات الكثيرة..".
12- وقال ابن خلكان: "هو صاحب التفسير الكبير والتاريخ الشهير وكان اماما في فنون كثيرة منها التفسير والحديث والفقه والتاريخ وغير ذلك" وذكر نحوه طاشكبري زاده.


13- وقال الحافظ الذهبي: "هو الأمام العلم الفرد الحافظ أحد الاعلام وصاحب التصانيف" وذكر نحوه ابن الجزري.

14- وقال الحافظ السخاوي: "هو أحد أئمة الاجتهاد الجامع من العلم مالم يشاركه فيه أحد من معاصريه الامجاد"
15- وقال ابن الاثير في اللباب: "هو صاحب التاريخ والتفسير وكان أماما في فنون كثيرة منها التفسير والحديث والفقه والتاريخ وغير ذلك وله مصنفات كثيرة في فنون عدة تدل على سعة علمه وفضله".



مؤلفات الإمام الطبري:

ترك لنا الطبري ثروة علمية تدل على غزارة علمه، وسعة ثقافته،، ودقته في اختيار العلوم الشرعية والأحكام المتعلقة بها، وكان له قلم سيَّال، ونَفَس طويل، وصبر في البحث والدرس، فكان يعتكف على التصنيف، وكتابة الموسوعات العلمية في صنوف العلوم، مع ما منَّ الله عليه من ذكاء خارق، وعقل راجح متفتح، وجَلَد على تحمل المشاق؛ ومن هذه المؤلفات:

1- جامع البيان في تأويل القرآن، المعروف بتفسير الطبري.

2- تاريخ الأمم والملوك، المعروف بتاريخ الطبري.

3- كتاب ذيل المذيل.

4- اختلاف علماء الأمصار في أحكام شرائع الإسلام، المعروف باختلاف الفقهاء وهو في علم الخلاف.

5- لطيف القول في أحكام شرائع الإسلام، وهو كتاب فقه في المذهب الجريري.

6- الخفيف في أحكام شرائع الإسلام، وهو في تاريخ الفقه.

7- بسط القول في أحكام شرائع الإسلام، وهو في تاريخ الفقه الإسلامي ورجاله وأبوابه.

8- تهذيب الآثار وتفصيل الثابت عن رسول الله من الأخبار، وسماه القفطي (شرح الآثار) وهو كتاب في الحديث، بقيت منه بقايا طُبعت في أربع مجلدات.

9- آداب القضاة، وهو في الفقه عن أحكام القضاء وأخبار القضاة.

10- أدب النفوس الجيدة والأخلاق الحميدة.

11- كتاب المسند المجرد، ذكر فيه الطبري حديثه عن الشيوخ، بما قرأه على الناس.

12- الرد على ذي الأسفار، وهو ردٌّ على داوود بن علي الأصبهاني مؤسِّس المذهب الظاهري.

13- كتاب القراءات وتنزيل القرآن، ويوجد منه نسخة خطية في الأزهر.

14- صريح السنة، وهي رسالة في عدة أوراق في أصول الدين.

15- البصير في معالم الدين. وهو رسالة في أصول الدين، كتبها لأهل طبرستان فيما وقع بينهم من الخلاف في الاسم والمسمى، وذكر مذاهب أهل البدع، والرد عليهم.

16- فضائل علي بن أبي طالب، وهو كتاب في الحديث والتراجم، ولم يتمه الطبري رحمه الله.

17- فضائل أبي بكر الصديق وعمر، ولم يتمه.

18- فضائل العباس، ولم يتمه.

19- كتاب في عبارة الرؤيا في الحديث، ولم يتمه.

20- مختصر مناسك الحج.

21- مختصر الفرائض.

22- الرد على ابن عبد الحكم على مالك، في علم الخلاف والفقه المقارن.

23- الموجز في الأصول، ابتدأه برسالة الأخلاق، ولم يتمه.

24- الرمي بالنشاب، أو رمي القوس، وهو كتاب صغير، ويُشك في نسبته إلى الطبري.

25- الرسالة في أصول الفقه. ذكرها الطبري في ثنايا كتبه، ولعلها على شاكلة الرسالة للإمام الشافعي في أصول الاجتهاد والاستنباط.

26- العدد والتنزيل.

27- مسند ابن عباس. ولعله الجزء الخاص من كتاب (تهذيب الآثار)، وطبعت البقية الباقية منه في مجلدين.

28- كتاب المسترشد.

29- اختيار من أقاويل الفقهاء.

منهج الإمام الطبري في التفسير

لقد لخص لنا الأستاذ الفاضل محمد محمود الحلبي - في كلمة الناشر للطبعة الثالثة - منهجَ الطبري باختصار فقال: "وهو تفسير ذو منهج خاص، يذكر الآية أو الآيات من القرآن، ثم يعقبها بذكر أشهر الأقوال التي أُثرت عن الصحابة والتابعين من سلف الأمة في تفسيرها، ثم يورد بعد ذلك روايات أخرى متفاوتة الدرجة في الثقة والقوة في الآية كلها أو في بعض أجزائها بناءً على خلافٍ في القراءة أو اختلاف في التأويل، ثم يعقِّب على كل ذلك بالترجيح بين الروايات واختيار أولاها بالتقدمة، وأحقها بالإيثار، ثم ينتقل إلى آية أخرى فينهج نفس النهج: عارضًا ثم ناقدًا ثم مرجِّحًا".

"وهو إذ ينقد أو يرجِّح يردُّ النقد أو الترجيح إلى مقاييس تاريخية من حال رجال السند في القوة والضعف، أو إلى مقاييس علمية وفنية: من الاحتكام إلى اللغة التي نزل بها الكتاب، نصوصها وأقوال شعرائها، ومن نقد القراءة وتوثيقها أو تضعيفها، ومن رجوع إلى ما تقرر بين العلماء من أصول العقائد، أو أصول الأحكام أو غيرهما من ضروب المعارف التي أحاط بها ابن جرير، وجمع فيها مادة لم تجتمع لكثير من غيره من كبار علماء عصره".



آراء العلماء في مؤلفات الطبري


احتل تفسير الطبري سويداء القلب عند العلماء على مر العصور في القديم والحديث، وحظي بالرعاية والعناية، وأثنى عليه الأئمة والعلماء والمؤرخون والمفسرون، وسطروا الجمل المذهبة حوله، وعلقوا عليه أوسمة الفخار. قال عنه الإمام النووي: "لم يصنف أحد مثله".

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وتفسير محمد بن جرير الطبري هو من أجلِّ التفاسير وأعظمها قدرًا...". وقال أيضًا: "وأما التفاسير التي في أيدي الناس فأصحها تفسير محمد بن جرير الطبري، فإنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة، وليس فيه بدعة، ولا ينقل عن المتهمين كمقاتل بن بكير والكلبي"

وقال مؤرِّخ الإسلام الذهبي: "وله كتاب التفسير، لم يصنف أحد مثله". وقال عنه القفطي: "وصنف التصانيف الكبار، منها تفسير القرآن الذي لم يُرَ أكبر منه، ولا أكثر فوائد".

وقال السيوطي في الإتقان: "وكتابه أجلُّ التفاسير وأعظمها... فإنه يتعرض لتوجيه الأقوال وترجيح بعضها على بعض، والإعراب والاستنباط، فهو يفوقها بذلك".

وقال الشيخ محمد الفاضل بن عاشور: "فكان جديرًا بالتفسير حين تناوله الطبري بتلك المشاركة الواسعة، وذلك التفنُّن العجيب أن يبلغ به أوجه، وأن يستقر على الصورة الكاملة التي تجلت فيها منهجيته، وبرزت بها خصائصه مسيطرة على كل ما ظهر من بعده من تآليف لا تحصى في التفسير".

وقال أبو حامد الإسفراييني الفقيه: "لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصِّل تفسير ابن جرير، لم يكن كثيرًا".


وفاة الإمام الطبري


عاش الطبري راهبًا في محراب العلم والعمل حتى جاءته الوفاة ولا رادَّ لأمر الله. قال الخطيب: "واجتمع عليه (حال الجنازة) من لا يحصيهم عددًا إلا الله، وصُلِّي على قبره عدة شهور ليلاً ونهارًا، ورثاه خلق كثير من أهل الدين والأدب". وكان ذلك في يوم 26 من شهر شوال سنة 310هـ/ 923م على الأرجح، في عصر الخليفة العباسي المقتدر بالله، ودُفِن في داره الكائنة برحبة يعقوب ببغداد.


أهم المراجع


----------------------------------------------------


  1. ابراهيم الشاطبي: الموافقات
  2. ابن حجر العسقلاني: فتح الباري شرح صحيح البخاري
  3. ابن حجر العسقلاني: الاصابة في تمييز الصحابة
  4. ابن خلدون: المقدمة
  5. ابن أبي العز الحنفي: شرح العقيدة الطحاوية
  6. ابن القيم: مفتاح السعادة
  7. الآمدي: الإحكام في أصول الأحكام
  8. البخاري عبد العزيز بن أحمد: كشف الأسرار عن أصول البزدوى
  9. البخاري محمد بن اسماعيل: صحيح البخاري
  10. الجزري المبارك بن محمد بن الأثير الجزري: جامع الأصول عن أحاديث الرسول
  11. الجصاص أبو بكر أحمد بن علي الرازي: أحكام القرآن
  12. الخضري محمد الخضري: تاريخ التشريع الأسلامي 
  13. الشافعي الإمام محمد بن إدريس: الرسالة
  14. الشوكاني محمد بن علي: إرشاد الفحول
  15. الصابوني الأستاذ الدكتور عبد الرحمن: المدخل لدراسة التشريع الإسلامي 
  16. الغزالي أبو حامد المستصفى: بذيله فواتح الرحموت بشرح مسلم الثبوت 
  17. القرافي أحمد بن إدريس: الفروق 
  18. محمد حبيب الله اليوسفي الشنقيطي: زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم 
  19. محلاوي محمد عبد الرحمن: عيد تسهيل الوصول إلى علم الأصول 
  20. الأستاذ العلامة مصطفى أحمد الزرقا: الحقوق المدنية 
  21. منذري زكي الدين عبد العظيم: مختصر صحيح مسلم 
  22. ابن كثير: البداية والنهاية 
  23. ياقوت الحموي: معجم الأدباء 
  24. الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 
  25. تاج الدين السبكي: طبقات الشافعية الكبرى 
  26. ابن الجزري: غاية النهاية في طبقات القراء 
  27. تفسير الطبري 
  28. القفطي: إنباه الرواة 
  29. الذهبي: العبر في خبر من غبر
  30. الذهبي: ميزان الاعتدال 
  31. الذهبي: سير أعلام النبلاء 
  32. ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة 
  33. الإمام النووي: تهذيب الأسماء واللغات 
  34. ابن تيمية: مجموع الفتاوى الكبرى 
  35. السيوطي: الإتقان في علوم القرآن 
  36. الشيخ محمد الفاضل بن عاشور: التفسير ورجاله
روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق
URL
HTML
BBCode

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...