0
الإمام ابن ماجه ( من علماء الحديث ) صاحب أحد كتب الحديث الستة

سيرة الإمام ابن ماجه رحمه الله نسبه,حياته,علمه,مؤلفاته,وفاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على خير البشر محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعه وأقتفى أثره الى يوم الدين   أما بعد أحبتي في الله  حديثنا اليوم عن الإمام الحافظ الكبير أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه الربعي القَزْوِينِيُّ،  قال ابن خَلِّكان: "ماجه بفتح الميم والجيم وبينهما ألف، وفي الآخر هاء ساكنة". "والقزويني": بفتح القاف وسكون الزاي وكسر الواو وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها نون، هذه النسبة إلى قزوين، وهي من أشهرمدن عراق العجم. ا.هـ.
وُلد بقزوين سنة تسعٍ ومائتين  (209) من الهجرة   الموافق أربع وعشرين وثمانمائة (824) من الميلاد. 


نشأ ابن ماجه في جو علمي، وشب محبا للعلم الشرعي بصفة عامة وعلم الحديث بصفة خاصة؛ فحفظ القرآن الكريم، وتردد على حلقات المحدثين التي امتلأت بها مساجد قزوين، حتى حصّل قدرًا كبيرًا من الحديث.   ولأنه ما ازداد امرؤ علما إلا ازداد علما بجهله فإن ابن ماجه لم يكتف بما حصله في بلده، وإنما تطلع إلى رحلة فسيحة في الآفاق في طلب الحديث النبوي الشريف  وقد هاجر سنة ثلاثين ومائتين (230) من الهجرة في طلب الحديث ومشافهة الشيوخ والتلقي عليهم، فرحل إلى خراسان، والبصرة والكوفة، وبغداد ودمشق، ومكة والمدينة، ومصر،
وغيرها من الأمصار، متعرفًا على العديد من مدارس الحديث النبوي الشريف؛ إذ أتاحت له هذه الفرصة أن يلتقي بعدد من الشيوخ في كل قطر، وفي كل بلد ارتحل إليها.


شيوخ الإمام ابن ماجه

نظرا لكثرة أسفاره ورحلاته فكان له شيوخ في كل قطر وكل مصر ذهب إليه، فكان من شيوخه :
1-علي بن محمد الطنافسي .
2-جبارة بن المغلس .
3-مصعب بن الزبيري.
4-سويد بن سعيد.
5-عبدالله بن معاوية الجمحي.
6-محمد بن رمح.
7-إبراهيم بن المنذر الخزامي.
8-محمد بن عبد الله بن نمير.
9-أبو بكر بن أبي شيبة.
10-هشام بن عمار.
11-عبد السلام بن عاصم الهسنجاني.
12-عثمان بن أبي شيبة .
13-عبد الرحمن بن أبي دحيم .
14-أبي مصعب الزهري .
15-أبي حذافة السهمي.
وغيرهم نخشى أن نطيل في ذلك.
ثم بعد رحلة شاقة استغرقت أكثر من خمسة عشر عامًا عاد ابن ماجه إلى قزوين، واستقر بها، منصرفًا إلى التأليف والتصنيف، ورواية الحديث بعد أن طارت شهرته، وقصده الطلاب من كل مكان.


 تلاميذ الإمام ابن ماجه
لم يكن ليقتصر النشاط العلمي لابن ماجة على التأليف فقط، بل تعداه إلى التعليم وإلقاء المحاضرات والدروس, وكان أشهر من روى عنه وتتلمذ على يده: 
1-إبراهيم بن دينار الحوشبي الهمذاني.
2-أحمد بن إبراهيم القزويني
3- أبو الطيب أحمد بن روح البغدادي الشعراني . 
4-إسحاق بن محمد القزويني.
5- جعفر بن إدريس .
6-الحسين بن علي بن يزدانيار.
7-وسليمان بن يزيد القزويني. 
8-أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القزويني القطان.
9-أبو عمرو أحمد بن محمد بن حكيم المديني الأصبهاني، وغيرهم من مشاهير الرواة


مؤلفات الإمام ابن ماجه

لم تكن شهرة الامام ابن ماجه رحمه الله بسبب دروسه ومحاضراته فقط، وإنما كان ذلك أيضا - وهو الأهم - بسبب مؤلفاته ومصنفاته التي طارت شهرتها في الآفاق، غير أن من المؤسف أن يكون معظمها قد ضاع مع ما ضاع من ذخائر تراثنا العظيم، فكان له تفسير للقرآن وصفه ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية" بأنه "تفسير حافل"، وأشار إليه السيوطي في كتابه "الإتقان في علوم القرآن"، وله أيضًا كتاب في التاريخ أرخ فيه من عصر الصحابة حتى عصره، وظل موجودًا بعد وفاته مدة طويلة؛ إذ شاهده الحافظ ابن طاهر المقدسي المتوفى سنة سبع وخمسمائة (507) من الهجرة، وكان قد رأى عليه تعليقًا بخط جعفر بن إدريس تلميذ ابن ماجه، وقال عنه ابن كثير بأنه "تاريخ كامل"، ووصفه ابن خلكان بأنه "تاريخ مليح"، لكن لم يبق من هذه الآثار القيمة إلا كتابه "سنن ابن ماجة" في الحديث، وهو أحد الصحاح الستة.

سنن ابن ماجه.. مكانته ومنهجه فيه

طبقت شهرة كتاب (سنن ابن ماجه) الآفاق، وبه عُرف ابن ماجه واشتهر، واحتل مكانته المعروفة بين كبار الحفاظ والمحدثين، وهو من أَجَلِّ كتبه وأعظمها وأبقاها على الزمان، وقد عُدَّ الكتاب رابع كتب السنن المعروفة، وهي سنن أبي داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه، ومتمم للكتب الستة التي تشمل إلى ما سبق صحيح البخاري ومسلم، وهي المراجع الأصول للسنة النبوية الشريفة وينابيعها.

وكان منهج ابن ماجه في كتابه هذا هو أنه رتبه على كتب وأبواب، حيث يشتمل على مقدمة وسبعة وثلاثين كتابًا، وخمسمائة وألف باب، تضم أربعة آلاف وثلاثمائة وواحدًا وأربعين حديثًا، ومن هذه الأحاديث اثنان وثلاثة آلاف حديث اشترك معه في تخريجها أصحاب الكتب الخمسة، وانفرد هو بتخريج تسعة وعشرين وثلاثمائة وألف حديثٍ، وهي الزوائد على ما جاء في الكتب الخمسة، من بينها ثمانٍ وعشرون وأربعمائة حديثًا صحيح الإسناد، وتسعة عشر ومائة حديثًا حسن الإسناد، وهذا ما أشار إليه ابن حجر بقوله: "إنه انفرد بأحاديث كثيرة صحيحة".

وقد أحسن ابن ماجه وأجاد حينما بدأه بباب اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وساق فيه الأحاديث الدالة على حجية السنة، ووجوب اتباعها والعمل بها.

سنن ابن ماجه في ميزان النقد

قال الذهبي: "سنن أبى عبد الله كتاب حسن لولا ما كَدَّرَهُ بأحاديث واهية ليست بالكثيرة". وقال الحافظ ابن حجر: "كتابه في السنن جامع جيد، كثير الأبواب والغرائب، وفيه أحاديث ضعيفة جدًّا حتى بلغني أن السَّرِيَّ كان يقول: مهما انفرد بخبر فيه هو ضعيف غالبًا. وليس الأمر في ذلك على إطلاقه باستقرائي، وفي الجملة ففيه أحاديث منكرة، والله تعالى المستعان".

شروح سنن ابن ماجه

ولقيمة هذا الكتاب ومكانته، فقد أولاه كبار الحفاظ والمحدثين عناية خاصة، فراحوا يسهبون في شروحه ويضعون عليه من تعليقاتهم، ومن ذلك:

- (شرح سنن ابن ماجه) للحافظ علاء الدين مغلطاي، المُتوفَّى سنة اثنتين وستين وسبعمائة (762) من الهجرة.

- (مصباح الزجاجة في شرح سنن ابن ماجه) للجلال الدين السيوطي، المتوفَّى سنة إحدى عشرة وتسعمائة (911) من الهجرة.

- (شرح سنن ابن ماجه) للمحدث محمد بن عبد الهادي السِّندي، المتوفَّى سنة ثمانٍ وثلاثين ومائة وألف (1138) من الهجرة.

وقد أفرد زوائد السنن العلامة المحدث شهاب الدين أحمد بن زين الدين البوصيري في كتابٍ وخرَّجها، وتكلم على أسانيدها بما يليق بحالها من صحة وحسن وضعف.

آراء العلماء في الإمام ابن ماجه

نال ابن ماجه إعجاب معاصريه وثقتهم؛ إذ كان معدودًا في كبار الأئمة وفحول المحدثين، فقد قال عنه ابن خَلِّكان: "كان إمامًا في الحديث، عارفًا بعلومه وجميع ما يتعلق به". وقال الذهبي عنه: "كان ابن ماجه حافظًا، ناقدًا، صادقًا، واسع العلم".
وقد رثاه محمد بن الأسود القزويني بأبيات أولها:
لقد أوهى دعائم عرش علم ... وضعضع ركنه فقد ابن ماجه.
كما رثاه يحيى بن زكرياء الطرائفي بقوله:
أيا قبر ابن ماجة غثت قطرا ... ماء بالغداة وبالعشي

وفاة الإمام ابن ماجه

بعد عمر حافل بالعطاء في الحديث النبوي الشريف درايةً وروايةً، دارسًا ومدرسًا ومؤلفًا، تُوفِّي ابن ماجه (رحمه الله) سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين (273) من الهجرة.

المراجع

الذهبي: العبر في خبر من غبر
الذهبي: سير أعلام النبلاء
الذهبي: تذكرة الحفاظ 
ابن خَلِّكان: وفيات الأعيان 
ابن الجوزي: المنتظم 
ابن حجر: تهذيب التهذيب 
ابن كثير: البداية والنهاية
سنن ابن ماجه بشرح الإمام السندي.
موقع الإسلام أون لاين.
مقدمه السندي."بتصرف"



روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق
URL
HTML
BBCode

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...